علاج اورام الكبد الفيروسية

علاج اورام الكبد الفيروسية والوقاية منها

أورام الكبد الفيروسية هي إحدى المشكلات الصحية التي تؤثر بشكل كبير على صحة الكبد، وعادةً ما تكون ناتجة عن الإصابات المزمنة بفيروسات مثل التهاب الكبد B و C. ورغم التحديات التي تفرضها هذه الأورام، فإن الطب الحديث قدم طرق علاج اورام  الكبد الفيروسية الفعّالة التي تساعد في السيطرة على المرض. 

من العلاجات الجراحية إلى الخيارات التداخلية والإشعاعية، تتنوع طرق العلاج التي تهدف إلى القضاء على الورم وتخفيف الأعراض. في هذا المقال، سنتعرف على أبرز أساليب علاج اورام الكبد الفيروسية وكيفية اختيار الأنسب منها بناءً على حالة المريض واحتياجاته.

ماهي اورام الكبد الفيروسية؟

أورام الكبد الفيروسية هي نوع من الأورام التي تحدث نتيجة إصابة الكبد بالفيروسات، خاصة فيروس التهاب الكبد B و C. هناك نوعان رئيسيان لهذه الأورام:

  • أولاً: الأورام الأولية، وهي الأورام التي تنشأ مباشرة من الكبد نفسه. وتُعد هذه الأورام أكثر شيوعًا في مرضى تليف الكبد، وهي حالة ناتجة غالبًا عن الإصابة بفيروسات التهاب الكبد B و C، ينتج تليف الكبد نتيجة التهاب طويل الأمد يؤدي إلى تلف خلايا الكبد، مما يزيد من احتمالية تطور الأورام الكبدية.

  • ثانيًا: النوع الثاني من الأورام هو الأورام الثانوية، والتي تبدأ في عضو آخر، مثل القولون أو الثدي، ثم تنتشر إلى الكبد. هذه الأورام ليست ناتجة عن الكبد نفسه، بل هي نتيجة لانتقال الخلايا السرطانية من مكان آخر في الجسم إلى الكبد.

تعتبر أورام الكبد الفيروسية من الأمراض الخطيرة التي تتطلب تشخيصًا دقيقًا وعلاجًا متخصصًا، خصوصًا في حالات الإصابة بالفيروسات التي تؤدي إلى تليف الكبد.

طرق علاج اورام الكبد الفيروسية

تتعدد طرق علاج اورام الكبد الفيروسية، حيث تشمل العلاج الجراحي، الإشعاعي، المناعي، والأشعة التداخلية. كل من هذه الطرق يتميز بطريقة إجراء معينة حسب حالة الورم والمريض.

أولًا: العلاج بالأشعة التداخلية

تُعد الأشعة التداخلية من الطرق الفعالة لعلاج أورام الكبد الفيروسية، حيث تعتمد على تقنيات حديثة تساهم في تدمير الخلايا السرطانية دون الحاجة لجراحة، تشمل هذه العلاجات:

  • حقن موضعي بواسطة الكحول النقي: يتضمن حقن مواد مثل الكحول النقي مباشرة في الورم. تساعد هذه المواد على تدمير الخلايا السرطانية من خلال تجفيفها وتدميرها. يُستخدم هذا الأسلوب في علاج اورام الكبد الفيروسية للتقليل من حجم الأورام وتدمير الخلايا المتضررة.

  • كي البؤر السرطانيه بواسطة التردد الحراري: يتم استخدام الترددات الحرارية أو الأمواج الميكروويفية لتسخين وتدمير الخلايا السرطانية داخل الكبد. يتم إدخال إبرة خاصة عبر الجلد إلى الورم لتسليط الحرارة مباشرة على الخلايا السرطانية، ومن المهم أن يتم مراعاة مضاعفات التردد الحراري للكبد التي قد تشمل الألم أو التورم أو التأثير على الأنسجة السليمة المحيطة بالورم.

  • القسطرة الشريان الكبدي بالحقن الكيميائي (TACE): العلاج الكيميائي يتم حقنه مباشرة في الورم عبر الشريان الكبدي، مما يضمن أن يصل الدواء مباشرة إلى الورم وبالتالي يتمكن من قتل الخلايا السرطانية بكفاءة عالية. يُعد هذا الأسلوب من الخيارات الأساسية في علاج اورام الكبد الفيروسية.

  • الحقن بالحبيبات المشعة (Radio embolization): يتم حقن حبيبات مشعة صغيرة في الشريان الكبدي المغذي للورم؛ تُصدر هذه الحبيبات إشعاعًا مباشرًا يدمر الخلايا السرطانية داخل الكبد، هذا العلاج يعد من الأساليب الفعالة في علاج أورام الكبد الفيروسية عندما تكون الأورام غير قابلة للإزالة جراحيًا.

هذه الطرق جميعها تُستخدم في علاج اورام الكبد الفيروسية وتعتمد على نوع الورم وحالة المريض، ولمعرفة الطريقة الأنسبعلاج أورام الكبد الفيروسية باستخدام الأشعة التداخلية، تواصل مع دكتور محمد الغريب؛ لتحديد موعد استشارة والحصول على خطة علاجية مخصصة لحالتك.

ثانيًا: علاج أورام الكبد الفيروسية جراحيًا

  • استئصال الورم: يشمل إزالة الورم الكبدي جزئيًا أو كليًا، حيثُ تُعتبر الجراحة الخيار الأمثل عندما يكون الورم محصورًا في منطقة محددة من الكبد ولم يمتد إلى الأجزاء الأخرى من الجسم.

  • زراعة الكبد: في حالات الأورام المتقدمة أو عندما يعاني الكبد من تليف شديد، مثل التليف الناتج عن التهاب الكبد الفيروسي، قد يصبح استبدال الكبد المصاب بكبد من متبرع هو الحل الوحيد. تتطلب عملية الزراعة أن يكون المريض في حالة صحية جيدة قبل إجراء الجراحة.

يمكنك أيضًا التعرف على:

ثالثُا: العلاج الكيماوي لعلاج اورام الكبد الفيروسية

  • العلاج الكيميائي النظامي: يتضمن تناول الأدوية الكيميائية عن طريق الفم أو الحقن في الوريد. الأدوية تُوزع في جميع أنحاء الجسم عبر مجرى الدم، ما يساعد على تدمير الخلايا السرطانية التي قد تكون انتشرت خارج الكبد.

  • العلاج الكيميائي الموضعي (TACE): يشمل حقن الأدوية الكيميائية مباشرة في الورم الكبدي عن طريق الشريان الكبدي. هذه الطريقة تضمن تركيز الجرعة العلاجية بشكل عالٍ على الورم، ما يجعلها أكثر فعالية في تدمير الخلايا السرطانية.

رابعًا: علاج اورام الكبد الفيروسية مناعيًا

  • الأدوية المناعية: هي أدوية تساعد جهاز المناعة على التعرف على الخلايا السرطانية ومهاجمتها. يمكن أن يُستخدم العلاج المناعي بمفرده أو بعد علاجات أخرى مثل الجراحة أو العلاج الكيميائي. الهدف من هذا العلاج هو تعزيز قدرة الجسم الطبيعية على مكافحة السرطان.

خامسًا: علاج اورام الكبد الإشعاعي

  • العلاج الإشعاعي الخارجي: يستخدم الإشعاع عالي الطاقة لتدمير الخلايا السرطانية. يتم توجيه الإشعاع بشكل دقيق إلى منطقة الورم داخل الكبد، مما يساعد في تقليص حجم الورم ومنع انتشاره إلى مناطق أخرى.

كل هذه الطرق العلاجية يجب أن يتم تحديد الطريقة العلاجية الأنسب لـ علاج اورام الكبد الفيروسية بناءً على التشخيص الطبي الدقيق وحالة المريض الصحية، سواء كان العلاج يتطلب استئصال الورم، زراعة الكبد، أو الأشعة التداخلية، يُنصح دائمًا بالتشاور مع دكتور محمد الغريب.

أهمية وظائف الكبد في الجسم

يُعتبر الكبد من أهم أعضاء الجسم لأنه يقوم بتغيير تركيب المواد الكيميائية البسيطة مثل البروتينات، الكربوهيدرات، والدّهنيّات إلى مواد بأشكال أخرى نافعة للجسم. كما أنه يُنتج البروتينات المهمة لتقوية الجهاز المناعي، بالإضافة إلى إنتاج الغلوبين الحامل للأكسجين وتخزين الجليكوجين. 

حيثُ يقوم الكبد أيضًا بإنتاج الكولسترول عن طريق قدرته على تكسير الدهون وتحويلها إلى الشكل الذي يتقبله الجسم. علاوة على ذلك، يساعد في تنظيم مستوى السكر في الدم، وإفراز العصارة الصفراوية المهمة في عملية الهضم، كما يساهم في تخليص الجسم من الدهون. وكل هذه الأهمية ليست كل المهام التي يقوم بها الكبد.

أعراض الإصابة بورم الكبد

في الفقرة السابقة، تحدثنا عن مجموعة من وظائف الكبد، واليوم هنتكلم عن أعراض إصابة بورم الكبد، حيث يمكن أن تظهر عرض أو عرضين منها على المصابين أو جميعهم. هذه الأعراض قد تكون مؤشرًا على الحاجة إلى علاج أورام الكبد الفيروسية، لذلك إذا كنت تشعر بأيٍ منها، عليك بالتوجه مباشرةً للطبيب للحصول على استشارتك وإجراء التحاليل والفحوصات اللازمة. ومن علامات واعراض بؤرة الكبد ما يلي:

  • ألم وانتفاخ في البطن.

  • انتفاخ في الكاحلين والساقين.

  • حكة في الجلد.

  • تغيّر لون البول ليصبح أكثر قتامة.

  • اليرقان، ويتمثل في اصفرار الجلد والعينين.

  • شحوب لون البراز، أو ظهور الدم فيه.

  • التعب والإعياء المزمن.

  • فقدان الشهية.

  • الغثيان والتقيؤ.

  • سهولة الإصابة بالكدمات.

إذا كنت تشك في وجود واحدة أو أثنين من اعراض بؤرة الكبد المذكورة أعلاه، فلا تتردد في التواصل مع دكتور محمد الغريب للحصول على تشخيص دقيق وتحديد إذا كنت بحاجة إلى علاج أورام الكبد الفيروسية.

طرق الوقاية من أمراض الكبد

للحفاظ والوقاية من أمراض الكبد التي قد تصيبه يجب بالأشخاص اتباع النصائح التالية:

  • أولاً: الابتعاد عن تناول الكحول: وذلك لما يترتب على استهلاك الكحول من أمراض وأضرار تلحق بالكبد وقد تؤدي إلى مضاعفات شديدة كالنزيف الداخلي وتراكم السموم في الدماغ، وتراكم السوائل في البطن وما يلحق ذلك من فشل في وظائف الكلى، بالإضافة إلى احتمالية الإصابة بسرطان الكبد. قد تؤثر هذه العوامل أيضًا على فعالية علاج اورام الكبد الفيروسية.

  • ثانيًا: الابتعاد عن تناول المخدرات والأدوية الممنوعة قانونياً.

  • ثالثًا: أخذ التطعيمات عند الحاجة: كتطعيم المضاد لفيروس التهاب الكبد الفيروسي أ والتطعيم المضاد لالتهاب الكبد الفيروسي ب، وذلك حسب نصائح الطبيب، وهو أمر مهم في الوقاية من علاج اورام الكبد الفيروسية.

  • رابعًا: الحذر عند تناول الأدوية والمكملات الغذائية، وذلك بأخذ الأدوية عند الحاجة فقط بنوعيها، الأدوية التي تحتاج إلى وصفة طبية والأدوية التي تُصرف دون وصفة طبية. وكذلك يجب استشارة الطبيب قبل أخذ المكملات الغذائية والفيتامينات إذا كان الشخص يأخذ أحد أنواع الأدوية التي قد تؤثر على علاج اورام الكبد الفيروسية.

  • خامسًا: عدم ملامسة دم وسوائل أجساد الآخرين: وذلك لاحتمالية انتقال الفيروسات في حال وجودها من المصاب إلى غيره بهذه الطريقة.

  • سادسًا: الحذر عند التعامل مع المبيدات الحشرية بارتداء القفازات، وغطاء الجسد، والنظارات الواقية.

  • سابعًا: المحافظة على وزن مثالي؛ لأن الوزن الزائد قد يتسبب بمعاناة الشخص من بعض أمراض الكبد مثل مرض الكبد الدهني غير الكحولي، مما قد يؤثر سلبًا على علاج اورام الكبد الفيروسية.

  • أخيرًا: عدم استعمال أي متعلقات شخصية خاصة بأفراد، بالأخص المصابين مثل قلامة الأظافر، فرشاة الأسنان، وفرشاة الشعر، وعدم استعمال حقن غير مغلفة.

بعد اتباع طرق الوقاية المناسبة، إذا كنت تشك في إصابتك بأورام الكبد أو ظهرت عليك أي من الأعراض، لا تتردد في التواصل معنا للحصول على استشارة دقيقة؛ في حال تم التشخيص بالإصابة.

الاسئلة الشائعة

هل يمكن الشفاء من أورام الكبد الفيروسية؟

نعم، يمكن الشفاء من أورام الكبد الفيروسية في بعض الحالات، خاصة إذا تم اكتشافها مبكرًا وبدأ العلاج المناسب، مثل الجراحة أو العلاج بالأشعة التداخلية، ومع ذلك، يعتمد الشفاء على مرحلة الورم وصحة الكبد العامة.

ماذا يحدث إذا وصل السرطان للكبد؟

إذا وصل السرطان إلى الكبد، فإن ذلك يعني أن الورم قد انتقل من مكان آخر في الجسم (سرطان ثانوي)، مما يفاقم الحالة ويصعب علاجها. في هذه الحالة، يركز العلاج على تقليص الورم ومنع انتشاره، وقد يشمل العلاج الكيميائي أو الإشعاعي أو الجراحة.